-A +A
عبدالله ابو السمح
الخطاب الذي ألقاه السيد حسن نصرالله زعيم حزب الله اللبناني قبل يومين بمناسبة الذكرى الثامنة لانسحاب الجيش الإسرائيلي من الشريط الجنوبي في لبنان بضغط شديد من حركة مقاومة جماعية لبنانية، هذا الخطاب لم يكن موفقاً ولا مناسباً للظرف اللبناني الدقيق، فبعد اتفاق الدوحة وقبول الفرقاء للتسوية وانتخاب الرئيس المتوافق عليه وحالة الفرح والابتهاج السائدة الآن في لبنان ما كان ينبغي للسيد نصرالله التصريح والتلميح بما حدث وكان مما يبعث على الجدل السياسي والإعلامي وإفساد جو المصالحة، كنا نتوقع خطاباً مختصراً يؤكد على المصالحة دون هذه اللهجة المتعالية والمبطنة بزهو القوة والانتصار، لقد كان واضحاً في رده على رئيس الجمهورية المنتخب بأنه لا مساس بسلاح المقاومة، ولكن مقاومة ماذا؟ وهل تستحق مزرعة شبعا الملتبسة ملكيتها بين سوريا ولبنان المغامرة بالسلم الوطني والإقليمي، إن المقاومة صارت عذراً غير شرعي لأغراض حزبية ولإحداث اضطرابات لا مكسب من ورائها، وكما سبق لي وذكرت أن كلمة «المقاومة» من المصطلحات التي أفسدت وعطلت التنمية في بلاد العرب، إنها عنتريات جوفاء تستخدم للتسلط على الشعوب، ويكفينا ما جرته هذه «المقاومة» من نكسات منذ تقسيم فلسطين، ولو أبدلناها بالتنوير والتعايش السلمي والعمل التنموي الاجتماعي لحصلت دولنا على حقوقها لو ارتقت بمستواها العلمي والاقتصادي كما فعلت دول كاليابان وألمانيا، إذا كان ولابد من كلمة «مقاومة» فلنرفعها في وجه الجهل والطائفية والتخلف، نحن حقاً وفعلاً لسنا في حاجة لـ«مقاومة» بل في أشد الحاجة إلى التطوير والتحديث والإنماء.